احتفلت اللجنة الوطنية لوهب وزرع الأعضاء والأنسجة البشرية، أمس، بسنة التعاون الأولى مع الوكالة الإسبانية. مع نهاية هذا العام، وبدء عام جديد من التعاون اللبناني ــــ الإسباني، أعلن عنه السفير الإسباني خوان غافو في احتفال بيت الطبيب، كان لا بدّ من جردة حساب لما أُنجز في المرحلة السابقة. لكن، ثمة ما ليس له علاقة بالجردة في نشاط أمس، وهو الخوف من المبادرة، أي أن نكون واهبين حقيقيين لأعضائنا لا مجرد داعمين للفكرة. خوف لم يستطع لا برنامج التعاون ولا بعض التجارب في مجال وهب الأعضاء ولا حتى رأي الدين الداعم في التخفيف من حدّته. والأدلة على ذلك كثيرة، لعل أهمها ما قاله نائب رئيس اللجنة الدكتور أنطوان ستيفان عن أن «133 عائلة لواهبين محتملين من أصل 163 رفضوا الوهب». 81.6% رفضوا الوهب، والأسباب كثيرة. ربما، كانوا قبل البرنامج 100%، ولكن حملات التوعية التي استهدفت الناس والأجهزة الطبية أيضاً ساهمت في تغيير مسار الطريق، وإن كان هذا الطريق لا يزال طويلاً فعلاً. أمس، في بيت الطبيب، استعرض الطرفان اللبناني والإسباني مسيرة عام في البرنامج، عارضين الخطة المستقبلية لوهب الأعضاء وزرعها. كان العرض حافلاً، فقد انقسم لعدة أقسام، منها ما يتعلق بالدورات والنشاطات التي قامت بها اللجنة طوال فترة العام، إضافة إلى عرض تجارب الصليب الأحمر والمستشفيات التي انضمت للعمل مع اللجنة الوطنية. كان ثمة قاسم مشترك بين الجميع، وهو الصعوبة التي يواجهونها نتيجة عدم موافقة الأهل على التبرع بأعضاء أبنائهم، ولو كانت ستحيي آخرين. ثمة رفض مطلق للفكرة عند الغالبية منهم، أضف إلى ذلك رفض الفكرة نفسها من بعض الأطباء، وهو ما يزيد الأمر تعقيداً. لكن، رغم كل هذا، كان للعمل المضني طوال عام «نتيجة مشجعة»، حسب ما يقول ستيفان. وهذه النتيجة تجسدت في انضمام 13 مستشفى إلى البرنامج». أما بالنسبة إلى الخطة المستقبلية، فمن المفترض أن تتعاون اللجنة مع نقابة الأطباء ووزارة الصحة لاستحداث لجنة أخلاقيات لمراقبة وهب الأعضاء من الأحياء وتنظيمها، والعمل مع وزارة الاتصالات على خط «3 digits» على غرار الصليب الأحمر، إضافة إلى العمل مع «الصحة» لتحديث القوانين.
راجانا حمية