بيروت ـ «السفير» أثارت وصية غير معتادة للمواطن وديع عبد اللطيف، أصداء واسعة لبنانيّا وعربيّاً. فللمرة الأولى، وجد من يوصي بتفكيك أطرافه الاصطناعية المتقدمّة تقنيّاً، ووضعها في تصرف من يحتاج إليها، بعد موت صاحبها مباشرة. وأشارت وصية عبد اللطيف تحديداً إلى قائمة أسماء أرسلتها له «الشبكة العربيّة للأطراف المؤتمتة» من القاهرة. وتضمّنت الوصية إعطاء أولوية لتلك الأسماء، وهي لأشخاص لا يتمتعون بثروة تمكّنهم من شراء أطراف عصريّة ومتقدّمة. وعلى مدار الأعوام الثلاثين الماضية، أدّت سلسلة حوادث تعرّض لها عبد اللطيف، وهو متسلق جبال، إلى فقدانه ذارعه الأيسر كليّاً، ثم فقد طرفه السفلي الأيسر أيضاً بعد حادث سير. وبعدما توقف عن ممارسة الرياضة، تضخم وزنه بسرعة. ثم ضعف قلبه. وسافر إلى القاهرة قبل خمس سنوات، ليزرع قلباً اصطناعيّاً من صنع الفرع المصري المستقل لكونسورتيوم «كارمات» الأوروبي. وقبل سنتين، تدهورت صحته بأثر من ورم خبيث نادر، لم يتمكن الاختصاصيون إلا من إبطاء زحفه. وعندما أخبره الأطباء أن أيامه باتت معدودة، أملى وصيته التي أثارت تعاطفاً واسعاً، حتى أن بعض مذيعي الشاشات والشبكات لم يتمالك نفسه من البكاء تأثراً برهافة مشاعر عبد اللطيف ولفتته المؤثرة إنسانيّاً.