هذا العام، اختارت الجمعية الآسيوية لزراعة الأعضاء (AST) لبنان لعقد مؤتمرها الحادي عشر «CAST 2009». والمؤتمر الذي يتناول المسائل الأكثر جدلاً في مجال وهب وزراعة الأعضاء، يمتدّ على ثلاثة أيام بمشاركة نحو سبعمئة طبيب قدموا من سبع وأربعين دولة. خلال حفل الافتتاح، أوضح رئيس المؤتمر الدكتور أنطوان بربري أن أعمال المؤتمر «تظهر التزامنا، غير القابل للشك، بالحفاظ على أعلى مستويات التعليم والرعاية النوعية للمرضى. وذلك بهدف استعادة بيروت لموقعها الطليعي كمركز تعليمي وطبي في الشرق الأوسط».
وأشار بربري إلى أنه في حين تتراوح فترة انتظار المريض للحصول على عضو بين ثلاث وخمس سنوات في أوروبا، فإن فترة الانتظار في لبنان أطول بكثير». لكنه أكّد أنه حتى في أوروبا، فإن عشرين إلى ثلاثين في المئة يتوفون من دون أن يتمكّنوا من نيل مبتغاهم».
وفي ما خصّ ثقافة الوهب التي «ما زالت متدنية نسبياً، على المستوى العالمي، عرض بربري مقارنة حول نسبة الواهبين التي أتت «أعلاها في اسبانيا حيث تبلغ أربعين في المليون، أما في لبنان فلا تتجاوز الثلاثة في المليون». فشدّد على «ضرورة الاستمرارية في تواصل لبنان مع خبراء دوليين ليدرّبوا المعنيين في ما خصّ زرع الأعضاء، وللمساهمة في تعميم ثقافة الوهب».
من جهته، شجّع رئيس «الجمعية الآسيوية لزراعة الأعضاء» الدكتور مروان المصري الوهب. لكنّه حذّر من «استغلال هذا الأمر السامي لأغراض محض تجارية، في الوقت الذي نتطلع إلى إجراء عملية وهب وزرع الأعضاء بشفافية، أملاً بالشفاء من أمراض وعاهات». ودعا إلى الالتزام بمناقبية رسالة الطب».
أما نقيب الأطباء البروفسور جورج أفتيموس، فشدّد على «نشر الوعي وثقافة الوهب، بحيث يصبح زرع الأعضاء من الأمور المتاحة والمتيسّرة حتى لا تذهب أعضاء المتوفى سدىً، إنما تنبض حيّة في الأجساد المحتاجة». وأعلن بالمناسبة عن تخصيص مركز في نقابة أطباء لبنان لجمعية وهب الأعضاء، حيث سيكون هناك تواجد وحضور دائم لمسؤولين وأطـــباء على مدار الساعة بغية تحفيز عمليات الوهب والتنســــيق بين المراكز الطبية والمستشفيات، بحيث يتـــم إيصال الأعضاء للزرع بالسرعة الممكنة.
وأكّد أفتيموس على أنه «في سياق تطور هذا العلم ومع تكاثر الحاجة إلى عمليات الزرع في ظل أمراض كانت مستعصية في السابق، سيجد الأطباء أنفسهم في مواجهة تحديات كثيرة وعوائق متتالية ما إن يتم تجاوز إحداها حتى تظهر الأخرى». ومن أبرز التحديات:
1- عملية الحصول على الأعضاء من الواهبين، إن من الأحياء أو من المتوفين في لحظة إعلان وفاتهم
2- ما ينبثق من ذلك من تداعيات أخلاقية ومادية ودينية وعقائديّة
3- بما أن هذا العلم يدخل في صلب الخيارات الشخصية والعائلية، يطرح مهام تشريعية كبرى وحساسة تأخذ بعين الاعتبار في الدرجة الأولى الهدف الإنساني العميق لهذا العلم
وطالب أفتيموس جميع المعنيّين بالبقاء «سداً منيعاً أمام مخاطر «سوء الأداء»، فنتشبث جميعنا بتطبيق المبادئ الأخلاقية التي تحظر الإتجار بالأعضاء البشرية تحت أي ذريعة كانت».
كذلك، دعا الجهات المعنية كافة، الرسمية منها والخاصة كما الجمعيات الأهلية إلى تضافر الجهود لتحقيق الغايات السامية المتمثلة في إنقاذ حياة إنسان، من خلال العمل على تطوير وتفعيل بنوك زرع الأعضاء وربطها بشبكة واحدة توحد الآلية في تبادل المعلومات ونشر الوعي لدى الناس حول أهمية هذا العمل».